Tuesday 18 October 2005

حبس انفرادي

حبس انفرادي..بس ارادي...مش عارفة ليه مش عايزة أشوف او اتكلم مع حد أعرفه...النهارده كنت مستنية حفلة و جيه عزيز بفارغ الصبر..بعد الفطار ابتديت اجهز عشان انزل...كلمت واحدة صاحبتي كان المفروض اعدي عليها عشان اخدها معايا...بس اعتذرت لها..عشان خايفة أتأخر عليها...مع العلم كان الوقت كافي جدا...بس انا مكنتش عايزة يبقي معايا حد في العربية...أنا و يني و بس.

الساعة 7 و انا جاهزة و عالباب...ماما بتسألني..انتي نازلة بدرى كده ليه...لأ مش بدرى و لا حاجة...ده يا دوب يا ماما...احنا الاتنين عارفين انه فعلا بدري...بس بما انها اصلا بتفهمني من غير ما اتكلم...فباستني و قالتلي طيب بس خلي بالك من نفسك.

نزلت...طيب ما هو فعلا بدري...أروح فين..كان نفسي ابقي ساكنة قريب من النيل قوي...نفسه اشوفه دلوقتي...طيب ايه...مش عايزة اقعد في مكان اشوف في حد أعرفه...أو اضطر اني حتي اسلم عليه....مرة واحدة لقيت نفسي في المعادي...عديت علي جرين ميل..خدت واحد كابوتشينو تو جو...و عالنيل...فضلت قاعدة في العربية شوية...الجو تحفة...في لسعة برد خفيفة...المو سيقي مع الكابوتشينو احلي حاجة في الدنيا...بس ناقصني حاجة...ابص عالكنبة..الاقي شوكولاتاية بالبندق...يا سلام..كده كملت!!!! قررت اتخلي عن يني و اخد شوكولاتتي و الكابوتشينو و انزل اكملهم بره العربية...ووقفت في الهوا..كل اللي شايفاة مراكب صغيرة و النيل.بس قش الرز معكنن عليا.. فضلت واقفة حوالي نص ساعة...ما حستش بحاجة غير لما سمعت صوت واحدة جنبي بتقولي "أعمل للجميل شاي" بصيت لقيت وش بشوش...بنت صغيرة مش كبيرة...بس علامات و شها و ايديها بتقول انها كبيرة قوي...ضحكتلها و قلتلها..."لأ شكرا"..."ردت ووشها مرسوم عليه علامة أستفهام "ليه بتقرفي!!" أنا بسرعة "لا و الله ابدا بس انا مش بشرب شاي سادة خالص...لو عندك لبن ممكن أشرب" سكتت شوية عشان تشوف حل للمشكلة دي "مفيش حليب بس أروح أجيبلك"....كلمة حليب رنت في ودني...بقي لي كتير مسمعتهاش...دايما بحس ان الحليب ابيض من اللبن...مع ان الأتنين واحد..بس كلمة حليب ليها وقع مختلف "لأ متتعبيش نفسك..اصل انا لازم امشي دلوقتي عشان هقابل ناس صحابي".."طيب هتيجي تاني...و نشرب شاي بحليب مع بعض يا...." قلتلها "نرمين...أكيد هجيلك تاني...انتي اسمك ايه؟؟" "فاطمة...بس انتي قولي لي بطة" ضحكت من قلبي "طيب يا بطة أكيد هجيلك قريب"..

ركبت العربية...و قررت اني...مش هاروح الحفلة...قفلت الموبايل...كملت الليلة مع يني في العربية...كل اللي في دماغي ابيات من قصيدة قديمة لمحمود درويش بحبها قوي...

اعتقلت نفسي داخل نفسي
لأن نفسي ليست جاسوسة علي نفسي
و المطر يتساقط في الخارج بلا سبب.

طوبي لمن يعرف حدود سعادتي
طوبي للرب الذي يقرأ حريتي
طوبي للحارس الذي يحبس طمأنينتي في عينيه الساهرتين
طوبي لمن يفهم ما معني ان أكون السجين و السجان في أن واحد

Sunday 9 October 2005

تخاريف صيام

علي ظهر جواد بني جميل.... تشعر انها اميرة عربية تمتطي جوادها ....تطلق له و لنفسها العنان....تشعر بهمومها و احزانها تتساقط مع كل قفزة.....تتمني لو تلتقي بفارس .....هكذا هي الحكايات تلتقي الأميرة بالفارس في صحراء، قصر، اي مكان...تجري و تستعذب الشعور بحرية مطلقة لم تشعر بها من قبل...تتلاشي البقاع الخضراء علي جانبي الطريق....تفكر في التوقف او الرجوع...لم تستحسن فكرة الرجوع الي ارض الواقع...تقضل الوصول الي ارض الأحلام....تقرر ان هذه هي و جهتها.

و لكن ارض الأحلام التقليدية تكون مكسوة بالخضار و تتو سطها انهار جميلة.. كيف و هي لا تري الأن غير صحراء و اسعة حتي المساحات الخضراء البسيطة أختفت تماما..تتعجب!!! تتزاحم الأفكار في رأسها....و لكنها ترتاح لفكرة واحدة...نعم قد تكو ن هذه الصحراء هي الفاصل بين أرضها و أرض الأحلام المرجوة...نعم هي هكذا.. و أستمرت في طريقها...تشعر انها تطير...لم تشعر بهذا الشعور من قبل...لم تري نفسها الحقيقية الا الأن...تضحك ضحكات عالية....تفرح لسماع صدي ضحكاتها في الأرجاء...لم تسمع نفسها تضحك من قبل...تذكرت انها لا تضحك...تبتسم غالبا... بل تضع ابتسامة علي وجهها لتشعر بالسعادة.....

قبل المغرب تشعر بالتعب....تنزل عن جوادها...و تقرر ان ترتاح...رحلتها كانت مفاجأة...تشعر بالجوع...و بعد قليل سيحل الظلام...ماذا ستفعل...تحاول ان تطمئن نفسها انها سوف تصل الي و جهتها قبل الليل...و لكن.....ماذا لو لم تصل اليها...الشمس تنزلق خلف تل قريب...تضحك لرؤية المنظر...تشعر انها قد تلمس قرص الشمس المتأكل اذا و صلت الي أخر التل....تفكر في المحاولة؟؟؟ تتذكر انها مازالت في صحراء لا تعرفها...تتو جه الي مكان ليس لو و جود....تكره تفكيرها و سعيها الدائم للو صول للسراب