Sunday 7 October 2007

أخر أيام الصيفية

يذكرني بشتائنا، نحتسي قهوتنا بعد منتصف الليل بساعتين علي كوبري ستانلي و احاول تذكر اغنية سمعناها سويا، اتسائل "هي الساعة في الأغنية كانت اتنين و نص و لا تلاتة و نص صباحا؟؟". اجادل، احاور، اضحك، اصر علي رأيي، و اصدقه القول في الأخر. اثناء جولتنا احكي له قصص و اساطير عن مناطق سكندرية لا نعرفها يسألني عن مصدر معلوماتي فأقول بصوت و اثق "جدة ماما". و بعد ان يجف حلقي يحتضنني و يسألني لما لا أقوم بكتابة حواديت للأطفال. يعرف حيلي و تعود عليها. احب ان اتكلم في وجوده. اطلق العنان للساني دون قيود، لم يحاول و لو مرة واحدة ان يلجمني، بالعكس فلكل كلمة معني عنده. لا يستطيع الكثيرون تقبل ما تقول في اي حالة حتي لو كان مجرد هذيان.

اري النور من بعيد و اعرف انه مولد....اتسمر في مكاني معلنة حالة اعتصام قد تستمر لأكثر من خمسة ايام ان لم يأخذني لأري ماذا يحدث في المولد عن قرب. يؤكد انه سوف يأخذني يوما ما الي احد الموالد القاهرية الكبيرة. أبدأ اعتصامي.

لم اكن قد رأيت مولد من قبل، فالألوان، و الأصوات، و الحركة شئ مبهر.."عالم تاني". اشعر بخوفه و قلقه احاول طمئنته، فأترك له يدي ليطبق عليها بقبضته القويه، لا اعرف سر عصبيته الشديدة خلال تواجدنا في الأماكن المزدحمة. اقترح ان نترك المكان..فيفر بي هاربا!!!

في الطريق احاول اقناعه اني لست طفلة، انما انثي راشدة، "لم تكن لتحبني ان كنت هذه الطفلة". يرد باقتضاب "احب الأنثي و اخاف علي الطفلة". اقنع نفسني انه علي حق، و نتوقف عند بائع "الفلافل"..يسألني اذا كنت اريدها "سادة او محشية"..."مش عارفة انا عايزة اللي بالشطة و السمسم"....لم اتمالك نفسي امام الرائحة فبدأت الأكل اثناء انشغاله بدفع الحساب. يؤنبني علي عدم اكتراثي بانشغاله و بدأي في الأكل. لم اتوقع مثل هذه المناقشة، يري انها طبيعتي، لا افعل الا ما اريد، لا استطيع التخلص من انانيتي. يتبدل الحال في لحظات، اتهام و اضح و صريح لما أراه انا تلقائية.
تصرفت علي طبيعتي. يحاول ضمي اليه ويضع قبلة احببتها علي خدي في محاولة لأصلاح الأمور، و لكن لسبب ما ابتعد عنه، اشعر بضرورة التمرد عليه، لا بل علي الروح الشريرة التي سكنته منذ لحظات.
تنتهي ليلتنا امام كوبين من الشاي و قطعتين بسبوسة. اسأله ما الشئ الوحيد الذي لا نختلف عليه فيرد ضاحكا "ان البسبوسة مينفعش تتاكل من غير قشطة".

ننتهي من ذكرياتنا...ابحث عن موضوع اخر فاحكي له عن اختفاء فصل الخريف في ظروف غامضة و اطالبه بشتاء بارد جدا، فيؤكد انه حتما سيكون ان لم نقضيه سويا

1 comment:

Anonymous said...

Sigh, sigh, sigh! I had a smile on my face thoughout the whole post. How smooth and flowing ya Nerro!

It is .... mmmm.... hadya keda... no pumps... so, imagineable and vivid!

I LOVED the ending.