Sunday 6 January 2008

وسط البلد؛ كلاكيت أول مرة

يتحدث الأصدقاء عن و سط المدينة و جمال وسط المدينة و دفئ وسط المدينة
تشاء الأقدار ان أعمل في أحد البنوك بوسط المدينة و في كل يوم أتأمل المنطقة الخيالية التي يتحدث عنها الأصدقاء عسي ان اجد لها أثرا..و لكن لم يحالفي الحظ حتي الأن.

القيادة تحدي؛ فلنجتاز مرحلة عبور كوبري أكتوبر الذي أدركت معني لأسمه حديثا فعبوره في وقت قصير و الوصول لوجهة محددة في موعد محدد نصر لا يقل أهمية عن نصر أكتوبر و عبور القناة، أي انك في بعض الأوقات قد تظن انك عالق لا محالة و قد تبدأ في بناء و مراجعة حياة جديدة بأعلي الكوبري، وقد تكون سعيد الحظ و تعلق في جزء من الكوبري مطل علي النيل الساحر فتحمد الله علي عيشك الجديدة و “الفيو” ببلاش يا عم”.
“نزلنا من عالكوبري” -بدعا الوالدين و توجيهات العميد أحمد عاصم- لتبدأ مناورات لا تقل صعوبة عن مناورات النجم الساطع، تري السيارات تتحرك بسرعة غريبة من أقصي اليمين لأقصي اليسار و بالعكس. طبعا لسلاح المشاة دور هام في المناورة فلا تعرف كيف وصلوا الي منتصف الشارع شديد الأتساع معتمدين علي مبدأ “أكيد مش هتودي نفسك في داهية و تدوسني” فتضطر لفرم دواسة الفرامل تحت قدميك و تسمع صوت ارتطام قوي بسيارتك يتبعه صدي ارتطام السيارة الثانية و الثالثة من خلفك.

فرضنا الوصول بسلام الي جاردن سيتي،(هنا يبدأ تحدي جديد)؛ فيستقبلك تجار من نوع خاص. تجارة أماكن الأنتظار من أكثر التجارات ربحاً بوسط المدينة. حد يسألني “و ده ليه بقي يا نرنورة؟” أقول لك أنا، جاردن سيتي منطقة نمت و ترعرت بها سفارات أجنبية كثيرة و طبعا كمواطن “مش من حقك” أ_ب_د_اً انك تركن بقربها أو بالشوارع المجاورة لها.
أما شارع القصر العيني فممنوع الأنتظار به لوجود هيئات سياسية تشريعية هامة جدا جدا في حياة كل مواطن مصري (لا أعلم لما لا يتم نقل الهيئات المشار اليها الي مكان اخر علما ان السادة الوزراء و الأعيان أغلبهم من قاطني السادس من أكتوبر و المدن الجديدة) أي ان خياراتك محدودة جدا:
أ- أن تترك سيارتك بجراج عبد المنعم رياض (علبة سردين رسمي) و تقرر ان تقضيها مشي علي الرصيف المؤلم و تنضم الي كتية المشاة المخيفة.
ب- المثول لأوامر عمو السايس و دفع مبلغ شهري ايجارالجراج (علبة سردين من نوع مختلف)، و ترك مفتاحك كي تسهل عملية “حشر” السيارات.
أنا عن نفسي من مؤيدي الحل “ب” فهو أسهل و أرحم و بما ان التعريفة اليومية للسيارات عامة خبطة وان كنت محظوظ حكة فمش مشكلة علي الأقل قد استطيع معرفة مصدرها.
“سلملي علي الدفئ في شوارع تسد مداخلها و مخارجها حواجز حديدية، باردة، وعدائية”.

أما المشي فتحدٍ أكبر و علي من يجتاز محنة عبور الشوارع ان يفخر بنفسه و يقلدها و سام الشجاعة من الدرجة الأولي. فكمية البشر المندفعة من كل الجهات تشعرك بالتوتر و الخوف، فلا وجود حقيقي لقواعد عبور المشاة، الأرصفة مشوهة و صعب الوصول اليها اصلا. أتاألم حين أري المواطن المصري يمارس -لعبته المفضلة- الفهلوة مع السيارات و الحافلات، أدرك ان حياته ليست بالثمينة في نظره، فهو مستعد للتضحية بها في سبيل تعدية شارع.
(أعلم اني لم أري وسط المدينة بحق و لكن هذا مجرد انطباع اول بعد أول شهر

No comments: